قال السيد امحند العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، يوم الخميس 4 ديسمبر/ دجنبر 2014 بفاس ، أن المسؤولية التي تتحملها الشعوب والأمم تجاه تراثها المعماري والحضاري تفوق كل شيء، لذا يجب المحافظة على هذا الموروث وصيانته كرصيد تاريخي غني متنوع
وأكد السيد العنصر ، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر الدوري السادس لهيئة المعماريين العرب الذي ينظم بشراكة مع اتحاد المهندسين العرب تحت شعار ” فاس في عامها ال 1206 من التأسيس إلى اليوم “، أن الأنسجة التقليدية للمدن العريقة سواء بالمغرب أو بالدول العربية الأخرى تعيش بفعل التحولات التي عرفها نمط الحياة وتطوره عدة إكراهات ، مما يفرض اعتماد مقاربة جديدة للمحافظة على هذا النسيج ورد الاعتبار له باعتباره موروثا تراثيا وحضاريا عريقا .
وأوضح السيد الوزير ، أن من بين الإكراهات الكبرى التي تعيشها الأنسجة التقليدية للمدن العتيقة ارتفاع الكثافة السكانية داخلها وهشاشة البنيات التحتية مع تلاشي الحرف التقليدية التي كانت هذه الفضاءات التاريخية تختزنها، مما يفرض اعتماد تصور عقلاني يتجاوز مهمة ترميم وصيانة هذه المدن العريقة بتراثها المعماري والهندسي إلى المحافظة عليها وضمان استمرارية وظائفها وفق نسق تدبيري يرتكز على آليات علمية لفهم هذا النسيج المعقد والتعامل معه .
ومن جهته، أكد السيد إميل العكرا، رئيس هيئة المعماريين العرب، أن اختيار مدينة فاس لاحتضان المؤتمر الدوري السادس لهيئة المعماريين العرب هو تأكيد على عراقة هذا الإنجاز المعماري والهندسي الفريد الذي بدأ منذ 12 قرنا ولا يزال حيا رغم الصعاب، مضيفا أن الحاضرة الثقافية والروحية للمملكة “تشكل درة ثمينة في تاج الحضارة الإسلامية باعتبارها تمثل إبداعا راقيا يبرز علم وفن البنائين والمهندسين والمعماريين الذين صنعوا هذه المدينة التحفة من خلال صناعتهم لمكوناتها المعمارية الملائمة لشخصية أهلها موادا ووظيفة وروحا”.
وأبرز أن هذه المدينة تمثل مدرسة في فن العمارة وفي النسيج المديني الملائم لشخصية أهله ولمكانتهم في الحضارة العالمية. كما أنها مرآة لتمدد الثقافة الإسلامية بهويتها العربية القادمة من المشرق، مشيرا إلى أن مدينة فاس ومثيلاتها كبغداد وبابل وأور وحلب وحمص وغيرها تشكل مدارس لفن العمارة والتمدن والتحضر على الجميع أن يعمل من أجل المحافظة على نسيجها العتيق وصيانته وضمان استمراريته ..