الحُضُور الكَرِيم
عَلِيّ مَرّ التارِيخ كانَت هُناكَ جَماعات إِرْهابِيَّة فِيَّ كَثِير مَن البُلْدان وَلَم تَسْلَم دِيانَة مَن التَطَرُّف إِن العُنْف سَلُوكِ لَيِسَ جَدِيد عَلِيّ الإِنْسانِيَّة وَلا حَدِيثا عَلِيّ الأَوْطان وَرَغْم تَرْكِيز المُجْتَمِع الدُوَلِيّ فِيَّ الآوِنَة الأَخِيرَة عَلِيّ إِرْهاب الجَماعات الَّتِي تُطْلَق عَلِيّ نَفَسها إِسْلامِيَّة إِلّا إِنَّنا نَجْد كُلّ الدَيّانات السَماوِيَّة تُعانِي فِيَّ وُجُود جَماعات مُسَلَّحَة مُتَطَرِّفَة تَتَّخِذ مَن الدِّين غِطاء لَتَحْقِيق هَدَفَ سِياسِيّ .
لَقُدّ أُطْلِقَت الدُوَل الٱِسْتِعْمارِيَّة وَالَّتِي مارَسَت الإِرْهاب بِشَتَّى أَنْواعهُ وَفِي مُخْتَلَف بِقاع الأَرْض لِفَظَّة الإِرْهاب عَلِيّ الإِسْلام وَسَعََت إِلَى تَشْوِيه صُورتهُ فِيَّ نَظَر الناس وَعَقَّدتِ لِذٰلِكَ المُؤْتَمَرات وَأَنْشَأتِ المُنَظِّمات المَشْبُوهَة بِٱِسْم مُكافَحَة الإِرْهاب ، متناسين بِقَصْد ما يَقُوم بِهِ الكِيان الصَهْيُونِيّ وَمُنْذُ قَبَّلَ نَشْأتهُ وَلَحَد الأن مَن إِرْهاب وَقَتَلَ وترويع لِلفِلَسْطِينِيَّيْنِ العَرَب سُوءاً كانُوا مُسْلِمِيْنَ أَو مَسِيحِ
السَيِّدات وَالسادَة
إِنَّنا نُعَرِّف جَيِّداً أَن التَنْظِيمات الإِرْهابِيَّة وَالمُتَطَرِّفِيْنَ الإِسْلامِيَّيْنِ لِمَ يَأْتُوا بِوازِع دِينِيّ وَأَهْدافهُم لَيِسَت دِينِيَّة وَنَعْلَم جَيِّداً إِن ٱِسْتِغْلالهُم لِلإِسْلام نابِع مَن ٱِسْتِغْلال الدِّين الَّذِي يُساعِدهُم فِيَّ جَمَّعَ الجَماهِير المَظْلُومَة وَالمُضْطَهِدَة وَالَّتِي تُعانِي مَن القَهْر وَالٱِسْتِغْلال حَوَّلَهُم وَإِذاً تُعْمِقنا فِيَّ هٰذِهِ التَنْظِيمات نَجْد إِنَّها نابِعَة وَمَدْعُومَة مَن أَعْداء العَرَب وَالإِسْلام لُذّاً فَإِنَّ الخَطْوَة الأَوْلَى لِوَقْف الإِساءَة إِلَى الإِسْلام هِيَ فَصْل الإِرْهاب عَن الإِسْلام .
إِن مُحارِبَة الإِرْهاب لَيِسَت فَقَطّ بِمَنْع إِمْدادهُ بِالمال وَالسِلاح وَقِتالهُ بَلَّ بِمَوْقِف إِسْلامِي وَأَضْح يَفُكّ الٱِلْتِباس بَيِّن التَنْظِيمات الَّتِي تَأْخُذ مَن الإِسْلام ذَرِيعَة لَتَنْفِيذ أَهْدافها وَدَينَ الإِسْلام الحَقِيقِيّ وَهٰذا المُوَقَّف يَجْب إِن يُتَّخَذ مَن جَمِيع المُؤَسِّسات الإِسْلامِيَّة فِيَّ الدُوَل كافَّة وَأَن يَقُوم عُلَماء المُسَلَّمَيْنِ بِتَفْنِيد أَعْمال المُتَطَرِّفَيْنِ الإِرْهابِيَّيْنِ وَتَحْرِيمها وَإِثْبات إِنَّها تَخالُف الشَرِيعَة الإِسْلامِيَّة وَلا تَمَّت لَها بِصِلَة وَإِن ياخد الأَعْلام دَوْرهُ الصَحِيح لِنَشْر صُورَة الإِسْلام دِين السَلام وَالمُحِبَّة وَالتَسامُح .
آننا فِيَّ ٱِتِّحاد المُهَنْدِسَيْنِ العَرَب مُدَّعُونَ مَن خِلالِ هَيْئاتنا الهَنْدَسِيَّة وَعَلاقاتنا الدُوَلِيَّة لِلمُساهِمَة فِيَّ تَوْضِيح صُورَة الإِسْلام الصَحِيح وَعَدَم وُجُود أَيّ ذَرِيعَة أَو عَلاقَة بَيْنَهُ وَبَيَّننَ الإِرْهاب .
الحُضُور الكَرِيم
فِلَسْطِين قَضَّيتِنا فِيَّ الماضِي وَسَتُبْقَى قَضَّيتِنا الرَئِيسِيَّة فِيَّ الحاضِر وَالمُسْتَقْبَل وَوُجُود هٰذا الكِيان المَسْخ عَلِيّ أَرُضّ فِلَسْطِين المُقَدَّسَة هُو أَساس البَلاء الَّذِي يَجْتاح أَمتنا .
إِن ما يَقُوم بِهِ أَطْفال وَشَباب فِلَسْطِين نَسائها وَشُيُوخها فِيَّ تَصُدِّيهِم لِلعَدْو الصَهْيُونِيّ بِالحَجّارَة فِيَّ مُواجِهَة الرَصاص خَيِّر دَلِيل عَلِيّ إِن هٰذا الشُعَب الباسِل لِمَ وَلَن يَقْهَر مُهِمّا كانَت قُوَّة البَطْش
فِيَّ الوَقْت الَّذِي نَتَمَنَّى عَلِيّ جَمِيع الفَصائِل الفِلَسْطِينِيَّة التَوَحُّد وَنَبْذ الخِلافات وَأَن تُكَوِّن قَضِيّتهُم الأَساسِيَّة هُو الوُقُوف فِيَّ وَجْه الكِيان الصَهْيُونِيّ فَإِنَّنا نَدْعُوهُم لِلوُقُوف خُلْف هٰذِهِ الٱِنْتِفاضَة وَأَن لا يَتَدَخَّلُوا فِيَّ شُؤُونها إِلّا مَن أَجْل دَعْمها وَتَقَوَّيتَها وَإِن لا يَعْكِسُوا خِلافاتهُم عَلِيّها كَمّاً وَنَدْعُو أَبْناء أَمتنا بِمُخْتَلِف مُكَوِّناتها إِلَى دَعْمها بِكُلّ الوَسائِل المُمْكِنَة .
إِن ٱِتِّحاد المُهَنْدِسَيْنِ العَرَب مُوَقَّفهُ وَأَضْح وَصَرِيح وَمُنْسَجِما مَعَ مَواقِف كُلّ الٱِتِّحادات المِهْنِيَّة وَالشُعَبِيَّة ضِدَّ أَي عَلاقَة أَو تَطْبِيع مَعَ هٰذا الكِيان وَبِأَيّ شَكَّلَ كانَ .
أَدْعُو اللّٰه عَزَّ وَجُلّ إِن يُحْفِظ أَمتنا العَرَبِيَّة مِنما يُخَطِّط لَها مَن أَعْدائها لِلنَيْل مِنها وَأَن يَسْعَى الغَيارَى عَلِيّها مَن أَجْل وَحْدتها وَنَبْذ الخِلاف وَالٱِخْتِلاف وَعَدَم الٱِنْجِراف وَراء المُخَطَّطات المَشْبُوهَة الَّتِي تُرِيد تَقْسِيم المَقْسِم وتجزيئ المجزأ وَأَن نَحْل مَشاكِلنا فِيما بَيْنَنا بِالحُسْنَى وَبِما يُرَضِّي اللّٰه تَعالَىْ وَيُحْقِق العَدْل وَأَلْحَقَ وَأَن نُحارِب كُلّ ما مَن شَأْنهُ إِثارَة الفِتْنَة الطائِفِيَّة مِنها أَو العِرْقِيَّة ، فَالإِسْلام وَضَّحَ وَالقُرْآن وَأَضْح وَالأَحادِيث الصَحِيحَة لِلرَسُول الكَرِيم (ص ) واضِحَة ، فَلِمَ يُكَنّ العَرَب فِيَّ تارِيخهُم إِرْهابِيُّونَ وَإِنَّ الدَيّانات السَماوِيَّة جَمِيعها تَحْرُم كُلّ أَنْواع الإِرْهاب والترويع وَشَواهِد التارِيخ عَلِيّ ذُلّكِ كَثِيرَة .