عقد المؤتمر الهندسى العربى السادس فى مدينة بغداد بين 26 نوفمبر (تشرين الثانى) و2 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1955 بدعوة من جمعية المهندسين العراقية .
بلغ عدد المشاركين فى المؤتمر 460 مهندسا ، 300 من العراق ، و 160 من الدول العربية .
إنبثقت عنه ثلاث لجان للأبحاث وتبنى المؤتمر فى ختامه المقرارات التالية :
توصيات لجنة تنظيم مشاريع الرى والصرف
ودرء الفيضانات وتنمية الثروة الزراعية
1 – ضرورة زيادة الإهتمام بدراسة مصادر المياه المختلفة بما فيها المياه الجوفية لتخزين الفائض منها ودرء أخطار الفيضانات والإستفادة منها فى أغراض الرى وتوسيع الرقعة الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية وتوسيع الملاحة وتنمية الثروة الحيوانية.
2 – ضرورة إستكمال الدراسات بصورة مفصلة للمشاريع المختلفة المزمع القيام بتنفيذها كوحدة مرتبطة لتأمين تنسيق عملها وملاءمتها لمقتضى الحال.
3 – ضرورة القيام بدراسات تفصيلية لمشاكل الطمى للتوصل إلى معرفة أنسب الحلول لتقليل كميات الطمى المتدفقة مع المياه وذلك عن طريق الحد من التعرية فى مناطق أعالى الأنهار بتشجيرها وعمل منشآت لمنع الطمى عند صدور القنوات.
4 – ضرورة القيام بتصنيف التربة الزراعية فى البلاد التى تزيد فيها مساحة الرقعة القابلة للإستثمار.
5 – ضرورة التوسع فى تنفيذ مشاريع البزل (الصرف) وذلك بالمبادرة فورا إلى إنشاء المنازل فى الأراضى التى تتطلب ذلك ، على أن تقوم الحكومات المعنية بتوفير المبالغ اللازمة لإنشاء هذه المنازل وصيانتها ، ويوصى أيضا بضرورة القيام بالتجارب الحقلية لإختيار أفضل الطرق الواجب إتباعها فى بزل الأراضى.
6 - ضرورة إدخال طريقة الزراعة الكثيفة فى البلاد التى لا يزال يتبع فيها نظام التبوير (النيرين فى العراق) فى الأراضى المرواة مع الحد من إتباع طريقة تبوير الأراضى المنبسطة بالنظر إلى ثبوت عقم هذه الطريقة وتأثيرها السيئ على الأراضى بزيادة الأملاح فيها.
7 – ضرورة متابعة الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية لمعرفة نوعية وكمية المياه الجوفية وذلك لإمكان تنظيم إستغلالها على الوجه الأكمل فى المناطق التى لا تتوافر فيها المياه السطحية أو تقل فيها مياه الأمطار.
8 – ضرورة زيادة الإهتمام بإجراء التجارب الخاصة بتحسين أساليب الرى والإكثار من إنشاء الحقول النموذجية ووضع المناهج المختلفة لإرشاد الفلاح إلى أنجح الطرق التى يمكن إتباعها فى استغلال المياه المتوافرة.
9 - ضرورة دراسة أحسن الطرق فى توسيع الرقعة الزراعية عن طريق تجفيف المستنقعات والأهوار وإستغلال الأراضى الجبلية الصحراوية.
10 - ضرورة الإهتمام بتهيئة العدد الكافى من مهندسى الرى والبزل وإدخال مناهج خاصة فى الكليات الهندسية تدرس فيها موضوعات البزل بحيث تسير يدا بيد مع دراسة شؤون الرى لما لموضوع البزل من أهمية أساسية فى بعض البلاد العربية كمصر والعراق.
توصيات لجنة بحث الإمكانيات الصناعية فى البلاد العربية
لتنسيق سياسة التصنيع إقتصاديا بينها
أ – يرحب المؤتمر الهندسى العربى السادس بما قامت به الجامعة العربية من تكوين المجلس الإقتصادى لجامعة الدول العربية ويقترح أن يشمل هذا المجلس تأليف هيئة فنية تشمل ممثلين من المهندسين ورجال الإقتصاد والمال والصناعة وغيرهم من رجال الفكر لوضع برنامج شامل لتصنيع البلاد العربية وتنسيق الصناعات المختلفة فى برنامج يرتكز على مبدأ واضح الأسس ويرمى إلى رفع الحالة الإجتماعية والإقتصادية والصحية لمجموع الطبقات فى البلاد العربية. ويقترح المؤتمر أن تقوم هذه الهيئة لتحقيق تصنيع البلاد العربية بما يأتى :
1 – الإستفادة من الإحصاءات الموجودة وحث الدول العربية على العناية بمكاتب الإحصاء وتجهيزها بالخبراء والآلات الحديثة للحصول على معلومات إحصائية دقيقة لمعرفة ثروة البلاد العربية الزراعية والصناعية والحيوانية والمعدنية واليد العاملة وغيرها مما يحتاج إليه برنامج التصنيع.
2 – وضع منهاج منسق يهدف إلى توحيد البلاد العربية صناعيا وإعتبارها سوقا واحدة وحمايتها من المزاحمة الخارجية ومن أية مزاحمة داخلية يمكن أن تسبب تبديد الأموال ، كما يهدف إلى إستغلال كامل للطاقة الإنتاجية بغية الوصول إلى معدل أعلى للإستثمار وإيجاد التوازن بين الإستهلاك والإنتاج فى مجموعة البلاد العربية.
3 – حيث أن البحوث العلمية تكلف مبالغ طائلة قد تعجز الدول العربية منفردة عن القيام بها لذلك يقترح المؤتمر أن يكون من إختصاص هذه الهيئة الفنية تنسيق جهود الباحثين فى مختلف البلاد العربية وتسهيل تبادل المعلومات العلمية فيما بينها وتأمين إجتماع الباحثين فى مؤتمرات دورية وتسهيل تبادل الباحثين بين الدول العربية بغية الإستفادة من المجهود الفكرى لجميع الفئات العلمية فى البلاد العربية ، وأن توضع نتائج الأبحاث فى خدمة كافة الدول العربية على السواء.
4 - تشكيل لجان فنية فرعية لوضع مواصفات قياسية للمواد الأولية وللمواد المنتجة تطبقها الدول العربية.
5 – يدخل فى إختصاص هذه الهيئة الفنية كل ما من شأنه خدمة الصناعة العربية وتحسينها وتوجيه سيرها فى الإتجاه السليم.
ب – يؤيد هذا المؤتمر إقتراح المؤتمر الهندسى العربى الخامس الذى ينص على إنشاء مصرف تشترك فيه الدول العربية لتمويل ورعاية المشروعات الصناعية وغيرها مما يمكن البلاد العربية التى تحتاج إلى رؤوس الأموال من الحصول عليها من دول شقيقة والبلاد التى لديها فائض لتوظيفه فى إستثمار مضمون.
ج – يؤيد المؤتمر مقررات لجنة تنمية الإنتاج الصناعى فى المؤتمر الهندسى العربى الخامس.:
1 – فيما يتعلق بشئون البترول. 2 – فيما يتعلق بشبكة المواصلات.
د – يسجل المؤتمر بإرتياح إهتمام جامعة الدول العربية بتأليف شركة ملاحية عربية ، ويوصى بالإهتمام بالموانئ وتنسيق العمل بينها وتأمين إتصالاتها بداخل البلاد بشبكة مواصلات منسقة.
هـ – يوصى المؤتمر بالإستفادة من معاهد البحوث القائمة فى بعض البلاد العربية فيما يساعد على معرفة مدى صلاحية الخامات المعدنية فى البلاد العربية والبدء بالبحث عن المنجنيز بالأردن.
و – يسجل المؤتمر بإرتياح ما تقوم به الحكومة العراقية من تحسين فى زراعة التبغ والجوت ، ويوصى بتوسيع هذه الزراعة وأمثالها لتسد حاجة البلاد العربية المفتقرة إليها والتى تستوردها من البلاد الأجنبية.
ز – يوصى المؤتمر بتنظيم منهاج موحد لكهربة البلاد العربية والسعى لإستنفاذ كل الإمكانيات المائية لتوليد القوة الكهربائية وبتأليف هيئات فنية كهربائية عليا فى كل بلد من البلاد العربية للإشراف على سياسة الكهرباء فيها.
ويعهد إلى اللجنة الدائمة بالإتصال بالهيئات الرسمية لتأمين توحيد الضغوط والذبذبات المستعملة فى النقل والتوزيع بصورة مستعجلة .
ح – يوصى المؤتمر بتسهيل تبادل الأساتذة والمهنيين والفنيين لزيارة المؤسسات والمصانع فى البلاد العربية على شكل زمالات قصيرة الأمد وغايتها فسح المجال أمامهم للإطلاع على تطورات الصناعة وتبادل الخبرة والمعلومات.
توصيات لجنة الموضوعات العامة
لتسهيل الإصطياف للطبقات ذات الدخل المحدود وتيسير نمو المصايف الناشئة يوصى المؤتمر بالإهتمام بمشاريع المجموعات الفندقية ومشاريع الإصطياف على أن يتوسع بإستكمال دراسة ذلك من النواحى المالية والإقتصادية والفنية ، كما يوصى بضرورة الاستفادة ما أمكن من مشاريع السدود الحديثة والينابيع والمواقع الأثرية وغيرها بإنشاء المرافق اللازمة للنزهة والتسلية والترويح والإصطياف.